وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ حذّر رجل دين إيراني بارز من أن ضعف الإيمان في المجتمع متجذر في الابتعاد عن القرآن الكريم، وحثّ المسلمين والمسؤولين على تجديد التزامهم بالكتاب المقدس. جاءت هذه التصريحات في افتتاح الجولة النهائية من المسابقة الوطنية الثامنة والأربعين للقرآن الكريم في قسم المعارف الإسلامية، وهي فعالية تستضيف ممثلين حكوميين وطلابًا دوليين وكبار قراء القرآن وحفظته. وقال آية الله جواد فاضل لنكراني إن أحد الإنجازات العظيمة بعد ثورة إيران عام ١٩٧٩ هو إحياء الثقافة القرآنية. وأشار إلى أن الاهتمام بالكتاب المقدس ازداد بالتزامن مع الاهتمام بنصوص مثل نهج البلاغة والصحيفة السجادية، لكن دور القرآن الكريم "لا يُقارن بأي كتاب آخر". وقال: "إذا ابتعد المجتمع والمسؤولون والحوزات والجامعات عن حقيقة القرآن الكريم، فسوف يُعانون من خسارة لا تُعوّض". ثم استشهد بالآية ١٢١ من سورة البقرة التي تقول: "الذين آتيناهم الكتاب فاتبعوه حق اتباعه أولئك يؤمنون به ومن يكفرون به فأولئك هم الخاسرون". وأوضح أن التلاوة الحقة تعني الطاعة، وأن عدم اتباع القرآن "يخلق درجة من الإنكار" للهداية الإلهية.
وصف لنكراني القرآن الكريم بأنه "يحتوي على كل العلوم، وكل الأخبار، وكل مفتاح للهداية البشرية". وقال إن التنمية البشرية مستحيلة بدون مصاحبة الوحي، لأن هداية الله "لا تصل إلى البشرية بغياب القرآن". وأكد أن التلاوة ليست مجرد صوت، بل إن الانخراط الحقيقي، كما قال، يُصقل الشخصية ويغرس الصفات الإلهية في قلب الإنسان. كما أشار إلى أنه على الرغم من مركزية القرآن الكريم، فإن "معرفة المجتمع به ضعيفة"، وحتى المثقفون يفتقرون إلى الإلمام الكافي بتعاليمه. وأضاف أن اتباع القرآن "حقٌّ للكتاب علينا جميعًا". واستشهد بآية القرآن الكريم 7:170 - "والذي يتمسك بالكتاب ويقيم الصلاة إنا لا نضيع أجر المُصلحين" - وقال إن الآية تُظهر أن الإصلاح الأخلاقي والاجتماعي يعتمد على الكتاب، وليس على الأذواق البشرية أو التوجهات السياسية. وتساءل لنكراني عن مدى عمق تفاعل المسؤولين مع القرآن الكريم، قائلاً إن جذور ضعف الإيمان تكمن في التخلي عنه.
حثّ المؤسسات الثقافية على تقديم التعاليم القرآنية بما يناسب مختلف الفئات الاجتماعية، محذرًا من أن الالتزام القرآني لدى كبار المسؤولين أصبح "ضعيفًا". ودعا إلى أن تكون المبادئ القرآنية جليةً "على أرض الواقع"، في الأسواق والأماكن العامة، بدءًا من أصحاب السلطة. وجادل بأن حكم المجتمع بالعقل البشري المحض يقود إلى "الطريق الخطأ". وقال إن القرآن الكريم هو الأداة الأكثر فعالية لتطهير القلب، وأن أدعية الأئمة تُقدم نموذجًا إلهيًا للحياة الشخصية والاجتماعية. تستمر المسابقة في قم حتى 7 ديسمبر، بجلسات منفصلة للرجال والنساء.
تعليقك